بواسطة تيريزا نجيجي
كيف تغيّرت علاقاتنا؟
يكمن معنى الحياة في أن تجد موهبتك. أما الهدف من الحياة فهو أن تهبها للآخرين. (بابلو بيكاسو)

لقد كان عام 2020 مختلفاً تماماً عن الأعوام الأخرى التي نعرفها. وبالنسبة لأغلبنا، كان هذا العام يحمل معه الكثير من التعديلات على نواحٍ مختلفة.
فبسبب القيود المتّبعة للتصدّي لفيروس كورونا، خضعت علاقاتنا حتماً لتغييرات جذرية – كانت بعضها للأفضل والأخرى للأسوأ، لكن امتلاك متّسع من الوقت أكثر من أي وقت مضى كان العامل الوحيد المشترك لنفكر بعلاقاتنا والاتجاه الذي نودّ منها اتخاذه.
فرضت علينا القيود العالمية أن نعيش على مقربة من بعض الأشخاص وأن نبتعد أكثر عن آخرين، واكتسب كل واحد منّا تجاربه الخاصة خلال هذه الظاهرة.
على الصعيد الشخصي، تحتّم عليّ القيام ببعض التعديلات الجذرية. فقد اعتدت على السفر حول العالم بدواعي العمل وبالكاد كنت أقضي أي وقت مع عائلتي. لكن منذ شهر مارس من عام 2020، قمت برحلة واحدة لمدة أسبوع خارج إيطاليا، أمّا ما تبقى من الوقت فقد أمضيته مع أفراد عائلتي المقربين – زوجي وطفلاي المراهقَين.
خلال الوقت الذي أمضيناه سويةً، وبعيداً عن انشغال كلّ منا بعمله، أدركت كم افتقدت إمضاء الوقت في المنزل مع عائلتي، فقد نتج عن تقاربنا من بعضنا البعض زيادة في انعكاسات التفكير العميق لدينا. لدى كل واحد منّا مساحة العمل الخاصة به بالطبع، لكنّ تواجد كل منا على مقربة من الآخر كان ملموساً طوال الوقت. حيث أثّر كل واحد منا على الآخر بطرق مميزة. وتطوّرت أحاسيسنا تجاه بعضنا البعض لإدراك ما يمر به كل فرد منا، حتى لو لم نتحدث عن ذلك.
لقد كانت بالفعل فترة للتقدير، حيث أُتيحت لي فرصة إحصاء النِّعم العديدة في حياتي. وتمكّنت أيضاً من التواصل مع العديد من الأشخاص الذين كانوا يعانون، وهو ما أحدث فرقاً كبيراً لهم ولنفسي. إلى جانب ذلك، وجدت الوقت الكافي لأفكر ملياً بهدفي الروحاني في هذه الفترة من حياتي. وبعد القيام بالكثير من البحث الروحاني والإنصات لداخلي-نفسي السامية، وصلت للعديد من الاستنتاجات. إنني ما زلت قيد التطوّر، ولكنني بمكان أفضل مما كنت عليه في شهر مارس.
لقد قمت باتخاذ قرارات واعية في كل مرحلة – أن أكون ممتنة وأراعي جميع الأفكار التي أعتنقها بينما أستكشف نمط حياتي الجديد، وعملت باستمرار على تطوير أسلوب امتنان بأسلوب واعٍ وقرّرت التخلّي عن كلّ ما لا يصبُّ في مصلحتي. حيث سمحت لنفسي بالشفاء من صدمات الماضي، واكتشفت أنني كنت أعاني من عدّة صدمات نفسيّة لم أكن على دراية بها من قبل، ولكنها كانت تؤثّر عليَّ وعلى سعيي لتحقيق أهدافي. وكما ذكرت سابقاً، فأنا ما زلت قيد التطوّر، لكنني في مكان أفضل من الذي كنت عليه سابقاً.
كما اكتشفت أيضاً أنه قد تم تسجيل سنة ميلادي بتاريخ خاطئ، فقد تبيّن أنني أصغر بسنة مما اعتقده طوال حياتي. كانت عائلتي كبيرة ولم يتمكّن والداي من تذكّر تاريخ ولادتنا، لذلك قاموا بتسجيلها بالسنة التي تناسبهم، لكن لحسن الحظ، أعلم الآن تاريخ ميلادي الحقيقي بالسنة، والتاريخ، والشهر، والوقت. كان هذا اكتشافاً عظيماً بالنسبة لي، وساعدني على فتح فصول جديدة في حياتي لم أعتد على التفكير بها من قبل، إنني حقاً ممتنّة لهذا الاكتشاف.
عادةً ما يحدد الأشخاص نواياهم في بداية كل سنة، لكن بعضها لا يدوم كثيراً. هدفي الوحيد لهذا العام هو الإنصات والاهتمام بنفسي. حيث يخبرني علم الفلك بأنني في انتظار مفاجآت، وإنني توّاقة لها بخطى واثقة.
أدعو كل من يقرأ هذا المقال إلى التفكير ملياً بالتأثيرات التي طرأت بسبب هذا العام، خاصةً على علاقاتكم، وأرجو منكم مشاركة أفكاركم في التعليقات أسفل الصفحة.
أمنيتي للعام الجديد هي أن نتعلم كيف نقدّر التغييرات الإيجابية التي حصلت في هذا العام، وأن نأخذ الوقت الكافي للإنصات إلى توجيهاتنا الداخلية، وأن نتحلّى بالشجاعة للتعامل مع الأمور التي تتكشّف لنا.

ليس الهدف من الحياة أن تكون سعيداً، بل أن تكون مفيداً، أن تكون نبيلاً وشغوفاً، أن تجعلها تحدث بعض الاختلاف بأنك قد عشت حياتك وعشتها بشكل جيّد(رالف والدو إيمرسون).
تمّت الترجمة والتدقيق بواسطة عبداللّه الخضر وهدى شربجي
Translated & edited by Abdalla Al-Kheder & Huda Sherbaji
اترك تعليقاً