بواسطة تيريزا نجيجي
كان لجائحة كورونا تأثير كبير على السلامة العاطفية للجميع، وخاصةً الأطفال.
يتطلع الأطفال للبالغين الذين يوفرون انعكاساً لحالتهم العاطفية، فعندما يكون البالغون سليمين عاطفياً، فإنهم ينقلون الشعور بالأمان إلى الأطفال.
وَوفقاً لدان سيجل، فإن الأطفال يحتاجون لأربع مقومات (4S) للازدهار. إذ يجب أن يشعروا:
بأنهم مُلاحظون:
- لا تقتصر الرؤية على الأعين فحسب، فالأطفال بحاجة إلى الشعور بأن البالغين يدركون حالتهم العاطفية، وبأنهم قادرون على تقديم الدعم العاطفي المناسب لهم. حيث يوفّر هذا الإدراك ترابطاً وطيداً يشعر من خلاله الطفل بمعنى الوجود، ويعلم بأن البالغين يضعونه ضمن الاعتبار، بغض النظر عن تواجدهم بالمكان ذاته أم لا.
بالحماية:
- يعمل البالغون على سد احتياجات الأطفال، وذلك لأن الأطفال بحاجة إلى أن ينظروا إلى البالغين على أنهم مصدر للحماية، وبأنهم لن يقوموا بإيذائهم. وتعد القدرة على التنبؤ هامة جداً في هذه الحالة، لأنها توفر للطفل أساساً يولّد بدوره شعوراً بالاستقرار. كما يعمل البالغون على احتواء الأطفال مما يولّد للأخيرين الشعور بأنهم تحت الحماية.
بالراحة:
- يحتاج الأطفال إلى أن يعلموا بأنهم حين يشعرون بالقلق، هنالك من يمكنهم الاعتماد عليه ليمدّهم بشعور الراحة. كما يمكن تحقيق هذا الشعور عبر الترابط الوثيق – حيث يمكن الاعتماد على البالغ لتأمين الحماية للطفل الذي يمر بمحنة ما. يقوم البالغون أيضاً بدور القدوة ليعلموا الأطفال كيفية التعايش مع المعاناة في حياتهم اليومية دون أن تطغى عليها بشكل كامل.
بالأمان:
- من المهم بالنسبة للبالغين أن يبنوا رابطاً آمناً مبنياً على الثقة مع الأطفال. بحيث يعلم الأطفال أنه يمكنهم الاعتماد عليهم، وأن أولئك لن يتخلوا عنهم. يسمح هذا للطفل باكتساب القدرة على التعامل مع الانفصال دون أن يشعر بالضيق. كما يساعد البالغ الطفل على العودة للتوازن بعد خوض تجربة مؤلمة، يمكنهم تعلم أساليب استعادة الطاقة – واستخدام مواردهم الداخلية في حياتهم اليومية، يمكن للأطفال أصحاب العلاقات الآمنة أن يعبروا عن ذاتهم بشكل أفضل، لأنهم يعلمون بأن البالغين في حياتهم يحبونهم دون أي شروط أو قيود.
تلخّص هذه المقوّمات الأربع الحاجات العاطفيّة للأطفال. وعلى أي حال، بوجود جائحة كوفيد-19 فالكثير من هذا قد تغيّر بالنسبة لكل من البالغين والأطفال. وفيما يلي عدد من الطرق لدعم الأطفال في التعامل مع هذه المرحلة:
- عليك بتعليمهم أن هذه المشاعر مؤقّتة ومتغيّرة وأن الأشياء لا تبقى على حالها. وذكرهم بالمشاعر القوية القديمة التي زالت، وأكد لهم أن حتى أكثر المشاعر قوة لا تبقى على حالها. واطلب منهم أن يدوّنوها على أوراق الملاحظات اللاصقة لتذكرهم بها عند الحاجة
- قم بتسمية الأشياء لترويضها والسيطرة عليها – ساعد الأطفال على تسمية مشاعرهم. أجرى د.ليبرمان بحثاً في هذا الخصوص، و استنتج أننا حين نسمي مشاعرنا، فإننا ننتقل من الاستجابة العاطفية البحتة (التي تتركز في لوزة المخ) إلى إشراك الجزء الخاص المرتبط بالتفكير والعقلانية وحل المشاكل بدماغنا (قشرة الفص الجبهي). حيث تساعد عملية التسمية على ضبط المشاعر: (هاري بوتر: لا أحد يملك الشجاعة ليذكر الشرير يا فالديمور، عدا هاري بوتر). عندما لا نسمي الأشياء بأسمائها، فإننا نعطيها الكثير من القوة، ولكن عندما ندعوها بما هي فيصبح الأمر أكثر قابلية للسيطرة عليه. تنشّط حالات العواطف المتزايدة الجهاز الحوفي في الدماغ، وتجعلنا ننتقل إلى حالة المواجهة أو الهروب أو التجمّد، وينصب تركيزنا عندها على النجاة أكثر من التفكير في حل المسألة.
- ساعد الأطفال على طرح السؤال التالي: ما الأهمية التي سيحوز عليها شعوري الحالي بعد انقضاء ساعتين من الوقت؟ لا يكون الأمر حقيقياً فقط لأننا نشعر أنه كذلك. ساعدهم على تحليل مشاعرهم السابقة، وإذا ما كانوا قادرين على استذكار تلك المشاعر…، وما الذي ساعدهم على التكيّف معها.
- كن هادئاً واستباقياً كما الآباء، فإجراء محادثة منفتحة مع الأطفال حول مخاوفهم ومكامن قلقهم يساعدهم على الشعور بالدعم. اسمح لهم ببذل كل ما بوسعهم لحماية أنفسهم والآخرين، إذ ينبغي ألّا يركّزوا على القلق عندما يبذلون جهدهم لتقديم أفضل ما لديهم.
- اخلق لهم ملهيات صحيّة، مثل اللعب سويةً، والطبخ، والعناية بالحديقة، إلخ.. فالقيام بالنشاطات يساعدهم على توجيه طاقتهم بطريقة بناءة.
- قم بمناقشة الحلول معهم – في أغلب الأحيان نقلّل من قيمة قدرتهم على إيجاد حلول للمشاكل. إذا لم يكونوا قادرين على التواجد جسدياً مع من يحبون، عليكم بالعمل سويةً لإيجاد طرق تبقيهم على تواصل معهم. وتذكّر أن التباعد الاجتماعي لا يعني التباعد العاطفي، بل التباعد الجسدي.
- أشرك الأطفال في النشاطات الجسدية، فهذا يساعدهم على:
- توجيه طاقتهم بشكل بنّاء
- يعمل ذلك على تطوير روابط حيوية في الدماغ، مما يؤدي إلى رفع التركيز وتطوير مهارات التفكير
- المساعدة على تجنّب الأمراض الجسدية
- يعزز من إمكانية الشعور بالتوافق مع الذات بمن نرتبط بهم
- يحافظ على مرونة أجسادهم
- يساعد على نمو قلب ورئتين سليمتين
- يساعد على نمو العظام والعضلات والمفاصل والبنية بشكل صحّي
- تشجيع الوعي الذهني لدى الأطفال. حيث يُعرف الوعي الذهني بأنه القدرة البشرية الأساسية للحضور بشكل كامل، مما يعني الوعي بمكان وجودنا وعما نقوم به دون ردة فعل مفرطة أو مغمورة بما يحدث من حولنا. (منظمة الوعي) يساعد هذا في:
- زيادة التركيز ورفع مستوى الانتباه
- توطيد العلاقات الصحية
- تنظيم المشاعر عبر الاستجابة الواعية والفكرية
- بناء القدرة على التعامل بلطف وتعاطف
- تحسين قدرة التواصل لديهم مع من حولهم
- التعرف على الأشياء الجيّدة حولنا والتركيز عليها – تطوير نهج الامتنان لدينا
يمكننا تعزيز قدرة الأطفال على التحمّل عن طريق تطبيق الممارسات السابقة. كما أنه علينا نحن كبالغين تكريس وقت لرعاية أنفسنا، وذلك لأننا لا نستطيع تقديم ما لا نملك.
تمّت الترجمة والتدقيق بواسطة عبدالله الخضر وهدى شربجي
Translated and edited by Abdalla Al-Kheder & Huda Sherbaji
تيريزا نيجيجي
اترك تعليقاً