بواسطة ماري جونز

التسامح هو قرار واعٍ ومتعمد للتخلص من مشاعر الاستياء والانتقام الموجهة إلى الذات أو إلى شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص الذين قد نشعر أنهم قاموا بأذيتنا بطريقة أو أخرى. كما قد تكون هذه المشاعر موجهة لحدث أو نظام أو كيان ما. ووفقاً للمقال الذي نشر على موقع hopkinsmedicin.org فإن الصراعات غير المحلولة قد تؤثر على الصحة العاطفية والجسدية. ويخفض التسامح من خطر الإصابة بالذبحات القلبية ويعمل على تحسين مستويات الكوليسترول والقدرة على النوم، كما أنه يخفض مستوى الألم، والقلق، والاكتئاب، والتوتر، وضغط الدم.
فالتسامح هو خيار. إذ أننا عندما نختار الاهتمام والتعاطف تجاه أنفسنا والأشخاص الذين يخطؤون في حقنا، يصبح التسامح أسلوب حياة نتعرض له ليعلمنا شيئاً ما في كل يوم. فنحن مخيرون في أن نعيش وفقاً لهذه الدروس، وذلك لأن التسامح عبارة عن فعل الرحمة العظيم الذي نمد أنفسنا والآخرين به. وهو يجعلنا بالفعل أكثر سعادة ويحسن من صحتنا العقلية، ويحافظ على العلاقات ويعزز الإحسان والترابط. كما أنه يساعد على علاج الآلام العميقة، والصدمات، وخيبات أمل الماضي.
لا يعني التسامح النسيان والتغاضي عن الأذى الذي حلّ بنا، ولكنه يعني ببساطة التخلي عن هذا كله. فعندما يقوم أحد ما بإيذائنا، تكون لدينا الفرصة إما للتمسك بالغضب، وضمر الحقد، والتفكير بالانتقام أو التسامح والمضي قدماً، ويعود الخيار لنا في ذلك. فقد تعيّن عليّ شخصياً أن أسامح وأغفر لخيبات أملي الشخصية القديمة. حيث كنت متزوجة من شخصٍ كان قد ملأ قلبي بالاستياء بعد مضي عدة سنوات على الزواج. كانت درجة الاستياء عالية جداً بحيث أنني لم أقوى على سماع اسمه حتى، ولكن ما لم أدركه هو أنني كنت أؤذي نفسي بينما كان هو يمضي قدماً في الحياة. وقد تطلب الأمر مني بذل جهد شخصي للتخلص من الغضب ومسامحته على كل ما قام به.
ماذا يحصل عندما لا نسامح؟ نعيش في مرارةٍ وننغمس أكثر في الأخطاء لدرجة أننا ننسى بها الاستمتاع بوقتنا الحاضر. فنعيش في الماضي ونقطع الطريق التي تمدنا بأنعام المستقبل. كما أننا نصاب بالاكتئاب، والغضب، والقلق، ونفشل في إيجاد سبب وهدف للحياة. إلى جانب أننا نجد أنفسنا نخالف الرابطة الروحية ونغفل عن وحدانيتنا مع الخالق.
التسامح عبارة عن نهج يتطلب منا الوقت والتدريب. كما أنه يتطلب عزيمة، وقد لا نصل له بالسهولة التي نتصورها. خذ ما تحتاجه من الوقت وسامح نفسك. تخلى عن التوقعات واطلب المساعدة من المختصين إذا وجدت أن عملية التسامح تفرض تحديات صعبة جداً. هنالك العديد من الأدوات المتوفرة للمساعدة على صقل مهارة التسامح. “فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي” (متّى ٦:١٤)
عدم مسامحة شخص ما هو كشرب السّم وتوقع الشخص الآخر أن يموت (اقتباس من آن لاموت)
-تمت الترجمة والتدقيق بواسطة هدى شربجي وعبدالله الخضر
Translated and edited by: Huda Sherbaji & Abdalla Al-Kheder

اترك تعليقاً